المهن المهددة بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي

 في ظل تطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت الأسواق العالمية تتأثر بشكل مباشر بهذه التقنية التي غيرت وجه العالم، حيث توغلت تقنيات الرقمنة في كل القطاعات المهنية، انطلاقاً من المصانع حتى مجالس الإدارة، وبسبب هذا أصبحت العديد من الوظائف مهددة بخطر الزوال.



في هذا المقال سنحاول تسليط الضوء على المهن المعرضة إلى خطر الانقراض بسبب تطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي، حيث سنسلط الضوء على أكثر المهن المهدد بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي.


1: أنظمة التفتيش


أصبحت أنظمة التفتيش مدعومة بشكل قوي جدا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذه التقنيات توفر مهمة اكتشاف العيوب و الأنماط الشاذة وهذا يعد تحول رهيب في عصرنا الحالي في عمليات مراقبة الجودة، حيث تبين من خلال إختبار هذه الأنظمة الأكثر دقة أنه توفر عملية تفتيش دقيقة جدا تغلبت على المفتشين البشريين، وهذا خبر جد سيء للعاملين في هذا القطاع، إذ تستطيع هذه الأنظمة اكتشاف العيوب التي قد لا يكتشفها الإنسان، مع رفع دقة تفتيش لنسبة تصل إلى 30 في المئة، ويعمل الذكاء الاصطناعي أيضا على تسريع عملية التفتيش، وهذا يقلل بشكل ملحوض فترات التوقف ويرفع من جودة الإنتاج بشكل كبير.


2: قطاع الإنتاج والتصنيع


يعد قطاع الإنتاج والتصنيع من أهم القطاعات حيث يوفر العديد من المهن والعملاء، لكن هذا القطاع أيضا لم يسلم من تأثير الذكاء الاصطناعي، حيث يتأثر العمال في خطوط الإنتاج بشكل خاص من تطور الأنظمة الألية الذي سبب انخفاض في طلب العمالة اليدوية، وهذا أحدث تحولاً كبيرا في خطوط إنتاج السيارات، كما أنه تم إستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في زيادة الكفاءة وتحسين جودة التصنيع وتقليل الأخطاء، وهذا جعل أنظمة التصنيع أكثر ذكاءً وتطوراً.


3: مساعدو المحامين


مجال العمل القانوني هو مجال كبير ومتنوع لكن نحن سنسلط الضوء على مساعدي المحامين، حيث أصبحت أدوات البحث القانوني المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي وأيضا برمجيات أتمتة الوتائق قادرة على القيام بالعديد من المهام التي كان يقوم بها المساعدون التقليديون، وعلى سبيل المثال إجراء البحوث القانونية وتجهيز الالتماسات، و إعداد مسودات العقود، نتيجة لكل هذا قد يقل الطلب بشكل كبير على خدمات المساعدين في المجالات التي يمكن أتمتتها بشكل سهل عبر الذكاء الاصطناعي.


4: المدققون اللغويون والعاملون في المونتاج


يعد مجال التدقيق اللغوي و المونتاج أكثر مجالات تضرراً بسبب تطور الهائل في تقنيات هذين المجالين الذي وفر أدوات سريعة جدا تقوم بعمل شبه دقيق وبسرعة خيالية، حيث هناك تقنيات متقدمة للغاية تقوم بمراجعة النصوص وتدقق الأخطاء اللغوية الموجودة في وقت قياسي لا يمكن للإنسان البشري عملها في نفس الوقت الزمني، حيث أصبحت هذه البرامج قادرة على اكتشاف وتصحيح مجموعة واسعة للغاية من الأخطاء مع تدخل بشري محدود جداً، وهذا قد يسبب في إنقراض المدققين التقليديين.


أما بخصوص العاملين في قطاع مونتاج الأفلام والمسلسلات، أو مونتاج بشكل عام فقد شهد هذا المجال تطور كبير للغاية في أدوات التحرير التي أصبحت تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه كامل، حيث تعمل هذه التقنيات على إتمام المهام المتكررة والتي تقوم باستهلاك الكثير من الوقت في عملية المونتاج، على سبيل المثال ضبط مستويات الصوت ومطابقة اللقطات تلقائياً، و إضافة المؤثرات البصرية، لكن الشي الاسوء بالنسبة للعاملين في هذا المجال هو تطور الذي يتم العمل عليه حاليا، من أجل تركيز على عمل الذكاء الاصطناعي على الجوانب الإبداعية والمعقدة في عالم المونتاج.


5: الرعاية الصحية


في قطاع الرعاية الصحية، يُتوقع أن يتأثر عمل الأطباء المتخصصين في تحليل الصور الطبية، على سبيل المثال أطباء الأشعة وغيرهم من المختصين في هذا المجال، حيث تطور الذكاء الاصطناعي في هذا المجال ماجعل أصحاب هذا القطاع في تهديد صريح للغاية، إذ أن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم منافسة قوية و متزايدة لهاته التخصصات من خلال تحسين دقة تحليل صور طبية، مثل الأشعة السينية والرنين المغناطسي، حيث تشير الدراسات إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكنها تشخيص حالات مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة واعتلال الشبكية السكري بدقة وفعالية تفوق تفوق أحيانا تلك التي يحققها الأطباء.


6: تطوير المواقع الإلكترونية


في وقت سابق كان مطورو المواقع الإلكترونية أساسيين في إنشاء وتطوير المواقع، لكن للأسف بسبب تطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير المواقع الإلكترونية، أصبح المطورون يواجهون منافسة شرسة وقوية في أدوات إنشاء المواقع الإلكترونية، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد الأكواد وتصميم المواقع بشكل تلقائي وسريع للغاية.


7: قطاع البنوك


شهد قطاع البنوك تأثر منذ وقت طويل لكن يتزايد تأثير على عمال في هذا القطاع مع مرور الزمن، حيث تقوم نوافذ الخدمات المصرفية عبر الانترنت و أجهزة الصراف الآلي وتطبيقات البنوك عبر الهاتف المحمول بتقليل الحاجة إلى موظفي النوافذ التقليديين بشكل متزايد مع مرور الوقت.


8: البائعون في المتاجر


من المتوقع أن يؤثر تطور التكنولوجيا الحديثة على عمل البائعين في المتاجر الصغيرة و الكبيرة، حيث أن تقنية الدفع التلقائي و المدفوعات عن طريق الهاتف المحمول قامت بتخفيف من حاجة أصحاب المتاجر إلى وجود الصرافين البشريين في هذا القطاع.


9: قطاع السياحة و السفر


لم يقم تطور الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي بترك وكالات السفر أيضا، حيث أحدث تطور كبير في منصات الحجز عبر الإنترنت وتطبيقات السياحة المدعومين بأحدث التقنيات المتوفرة في عالم الذكاء الاصطناعي التي قامت بتغيير ملامح هذا القطاع بشكل واسع.



على الرغم من أن هذه المهن تواجه تحديات كبيرة تهدد استمراريتها، فإن اختفائها ليس أمراً محتوماً. فبعض الوظائف قد تتلاشى أو تصبح أقل أهمية مع مرور الوقت، إلا أن هناك وظائف أخرى ستشهد تحولاً وتطوراً يتماشى مع التقدم التكنولوجي. هذه الوظائف قد تعيد تعريف نفسها وتتكيف مع المتغيرات، مما يتيح لأصحابها فرصة للاستمرار والمساهمة بطرق جديدة ومبتكرة.


و من أجل البقاء في سوق العمل رغم كل هذه التحديات الصعبة هناك مفتاح، متمثل في اكتساب مهارات جديدة في مجالك وتبني التطورات التكنولوجية الحديثة وتطوير الخصائص البشرية الفريدة لديك.

تعليقات